أصبح العالم اليوم مليئًا بالمنافسة والتحدي, ولا مكان فيه لشخص ضعيف أو فاقد الثقة بنفسه, كما أن ديننا الحنيف يرشدنا إلى أن المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، من أجل ذلك وجّب علينا أن نربي أطفالاً واثقين بأنفسهم وقدراتهم حتى يمكنهم المنافسة والتقدم في هذا العالم المليء بالتحديات, وحتى يستطيعوا مقاومة تيارات الفساد والانحلال والتخبط، ولا يكونوا إمعات ينساقون مع الكثرة دون وعي أو إرادة.
وهذه بعض الأمور الأساسية لبناء الثقة بأطفالنا.
1- استمع لطفلك :- هل تستمع لطفلك عندما يحكي لك عن يومه الدراسي؟
هل تلتف إليه وتبدي الاهتمام؟
مع الأسف فإن الكثير من الآباء لا يكترثون لحديث الأبناء, وهذا يؤدي إلى فقد الطفل الثقة بالنفس, كما تخلق طفلاً ضعيفاً ومنطوياً بمرور الوقت, وبدلاً من ذلك يجب الإنصات لحديث الطفل, ثم إعادته على مسامع الطفل ليتأكد من استماعك إليه, فهذا الأمر من شأنه بناء الثقة بالنفس لشعور الطفل بالاهتمام بأفعاله وأقواله.
2- لا تستهين بالأمور :- بعض الأشياء قد تبدو تافهة بالنسبة إليك ولكنها بالنسبة لطفلك قد تكون في غاية الأهمية, فلا تستهين بالأشياء الصغيرة التي يهتم بها الطفل, فمثلاً إذا خسر الطفل في مباراة كرة القدم أو فاتته رحلة ما, فلا تستهين بالأمر وعليك بالتحدث للطفل وإبداء الاهتمام, وحاول أن تنظر دائماً للحياة كما يراها الطفل حتى يمكنك فهمه واحتواء مشاعره.
3-لا تنتقد الطفل :- عندما يقترف الابن خطئًا ما, فتجنب الانتقاد الشخصي، وحاول التركيز على السلوك الخاطئ, فمثلاً إذا لم يذاكر الطفل, لا تصفه بأنه كسول ومهمل, وبدلاً من ذلك أخبره بأنه يجب عليه العمل بجدية أكثر وأن ما فعله كان خاطئاً, وكذلك إذا تصرف بأسلوب غير مهذب, فلا تصفه بالوقاحة وقلة الأدب, ولكن بدلاً من ذلك يمكنك التركيز على السلوك الخاطئ وكيفية تعديله.
4- تحدث إلى طفلك :- بدلاً من فقدان أعصابك عندما يتصرف الطفل بطريقة خاطئة, حاول سؤال الطفل لماذا تصرف بهذه الطريقة, فربما كانت هناك أسباب خفية وراء تصرفه, كما أن الصراخ لن يفيد الطفل ولن يتعلم منه شيء, بخلاف الحوار الهادف الذي يستفيد منه الطفل.
5- المدح :- امدح طفلك كلما أتقن عملًا ما, فكثير من الآباء يتجنبون مدح الأبناء خوفاً من أن يصيبهم الغرور, ولكن هذا غير صحيح, فالمدح الذي له سبب - أي بعد تنفيذ عمل مهم- يجعل الطفل واثقاً بنفسه ويدفعه لمزيد من العمل.
6- شجع طفلك على التفكير :- حاول عدم إرغام الطفل على فعل شيء ضد رغبته, قد تضطر إلى ذلك أحيانًا، ولكن اجعل ذلك في أضيق نطاق، فهذا الجيل مختلف, ولن ينفذ الأوامر إلا بعد الاقتناع بالأسباب, فعند إعطاء الأوامر يفضل بيان الأسباب ومناقشة الطفل, لأن هذا سيشجعه على التفكير.. كما أن العمل عن اقتناع أكثر حماساً وجودة وثبات.
7- التركيز على نقاط القوة :- حاول التركيز على نقاط القوة لدى طفلك, فمثلاً إذا كان الطفل ضعيفًا في الدراسة والرياضيات, فلا تحاول دفعه لمزيد من التقدم في هذا الجانب , وتجنب الضغط المستمر عليه, يقول دان ساليفان الأستاذ في مجال الأعمال: "إذا قضيت وقتًا كبيراً جدًا في العمل على تحسين نقاط ضعفك، فإن كل ما ستصل إليه هو مزيد من نقاط الضعف الخطيرة".
وبدلاً من ذلك حاول التركيز على ما يتقنه الطفل كالرسم والخطابة أو غيرها, وحاول تنمية مهاراته ونقاط قوته, وتذكر دائما أن طفلك مختلف عنك, فلا تحاول أن تجعله يسير على نفس طريقك.
